"بدون سابق إنذار" يخرج من نفق النهايات المحبطة 

مسلسل بدون سابق إنذار
مسلسل بدون سابق إنذار

غالبا ما تأتي النهايات الدرامية بصورة محبطة مخيبة للأمال في موسم مزدحم بالأعمال التليفزيونية، ولا نختلف في أنها رؤية صانعه الذي اجتهد لخروج العمل في أفضل صورة، إلا أن الأزمة الحقيقية تكمن في ضيق الوقت الذي يربك المشهد ويضر العمل الفني، إلى جانب مساحات زمنية يجد نفسه مجبرا  على حشوها بما يشوه عمله ، خرج من ذلك النفق عدد قليل جدا من الأعمال، استطاع صانعها أن يكلل جهوده بنهاية تليق بإسمه وأسماء نجومه.

"الحشاشين" للمخرج بيتر ميمي والكاتب عبد الرحيم كمال استحوذ على نسبة مشاهدة عالية طوال شهر رمضان، قدم سيرة ذاتية لأحد الشخصيات التاريخية البارزة في صناعة الفتنة الاسلامية، ولفت أنظار الكثيرين للبحث عن اسم "حسن الصباح" "جسده "كريم عبد العزيز" مؤسس جماعة الحشاشين، ومرت الحلقات بين التمهيد لأسباب وجود تلك الجماعة، والأثمان التي دفعت حتى تعمل في العلن، مرورا بسطوتها وهيمنتها على عقول الكثيرين في تصاعد مثير للأحداث، وغنى بصري تضمن الديكور والإضاءة والملابس والأداء التمثيلي والإخراج، وصولا لختام مميز في الحلقة التاسعة والعشرين فخرجت الحلقة الأخيرة مخيبة للأمال فارغة من أي إبداع.

"صيد العقارب" للمخرج أحمد حسن والكاتب باهر دويدار، من المسلسلات التي استمرت طوال الشهر الفضيل ولم تكن تحتمل ٣٠ حلقة لذا اكتظ بمشاهد حشو دون ضرورة درامية، وتحول الشخصيات لم توضع لها الخلفيات التي تجعل المشاهد يتماهى معها، فالشيطان الذي يتملك من الإنسان في غضبه بريء مما حدث خاصة وأن الدافع جاء غير مقنعا لاندلاع تلك النيران بين طرفي عائلة واحدة، فخرجت حلقته الأخيرة محبطة فارغة من أي جديد.

"مليحة" للمخرج عمرو عرفة والكاتبة رشا الجزار، من مسلسلات الخمس عشرة حلقة والتي كتبت تعاطفا مع أشقاءنا في فلسطين، عقد الكثيرون أملهم على مشاهدة عمل متميز يليق بنجومه وموضوعه ومنهم دياب الذي قدم أدوارا مميزة في أعماله السابقة، ومرفت أمين التي ننتظر إطلالاتها القليلة بعد تاريخ فني كبير، والقضية الفلسطينية واستحواذها على قلب وعقل الوطن العربي بأكمله، إلا أن العمل يبدو من حلقاته الأولى غير جاذب وفارغ من أي مضمون، وهو ما جعله ممل غير متسق مهلهل لا يتضمن خطا دراميا يتمحور حوله سوى القضية التي لو قدمت في عملا وثائقيا لكان أفضل لها، إلى جانب حكايات الجد أبو سالم عن مشروع تهديد فلسطين لتصل إلى وضعها الحالي، حتى أن حلقته الأخيرة بالكامل كانت وثائقية على خطى مسلسل الاختيار بأجزاءه الثلاث، مع الفارق الكبير في استخدام الوثائقيات لخدمة الهدف الدرامي.

انتزع مسلسل "بدون سابق إنذار" إعجاب المشاهد طوال حلقاته الخمسة عشر وصولا لخاتمته التي وفق مخرجه هاني خليفة وكتابه ألما كفارنة وعمار صبري وسمر طاهر وكريم الدليل وعمرو الدالي، وفق الجميع في أن تكون نهايته ذكية تغلب عليها الإنسانية وتترك للمشاهد مساحته من الخيال، أما الأداء التمثيلي فكانت المباراة على اوجهها بين نجوم الصف الأول وباقي الصفوف، الانفعالات جاءت غير تقليدية لا يشعر معها المشاهد بأنه خارج الأحداث، آسر ياسين نجم يثبت مع كل عمل نضوجه وذكاءه وعائشة بن أحمد استطاعت أن تؤكد وجودها بأداء غاية في البساطة والعذوبة، أما نجمة الحلقة الأخيرة فكانت مريم الخشب التي جسدت الحيرة كما يجب أن تكون، أما الطفل سليم يوسف فلم يترك قلبا إلا واخترقه، إلى جانب تميز عناصر العمل بالكامل ومنهم الموسيقى التصويرية لخالد الكمار وتحت قيادة واعية من المخرج هاني خليفة.

أيضا من المسلسلات التي خرجت من نفق النهايات المحبطة "صلة رحم" للمخرج تامر نادي والكاتب محمد هشام عبية الذي عرض في النصف الأول من شهر رمضان وكتبت عنه مقالا منفصلا، حيث أبدع كل نجومه في إخراج عمل تليفزيوني متكامل العناصر وخاتمة مميزة لأحداثه.

ترشيحاتنا